- التطور الحاصل في البيئة العالمية على المستوى الاقتصادي والثقافي رافقه أيضاً العديد من الإشكاليات على المستوى الأخلاقي والاجتماعي، تجسد في عمليات عدم الوفاء بالالتزامات اتجاه المراجعين وكذلك اتجاه البيئة الطبيعية.
- إن جوانب السلوك الأخلاقي وضرورة تحمل المسؤولية الاجتماعية من قبل المنظمات لا ترتبط بمجتمعات محددة بل أنها أصبحت موضوعاً حيوياً مهماً تواجهه منظمات الدول المتقدمة والنامية.
مداخل تفسيــر الأخلاق
- تم تطوير هذه المداخل بواسطة العلماء والباحثين والفلاسفة وحاولوا من خلالها تقديم تفسير للأخلاق كل حسب قناعاته.
- مثال: عند البعض تخفيض العمالة في المنظمة مفيد لأنه يفسح المجال للالتحاق بشركة أفضل مكانة. بينما عند البعض الاخر يرى ان تخفيض العمالة أمر سيء و غير أخلاقي لأن الموظفين يعتقدون أن طردهم من العمل يعني تجريدهم من فرصة اقتصادية كانوا يعولون عليها.
الفردية: القرار أو السلوك الذي يعظم المصلحة أو الشخصية على المدى البعيد
المنفعية: القرار أو السلوك الذي يقدم منفعة لأكبر عدد من الناس.
العدالة: القرار أو السلوك الذي يشمل العدالة أو الحيادية
الحقوقية: القرار أو السلوك الذي يحفظ الحقوق الأساسية لكل الناس
المدرسة المنفعية:
- ذهب الفيلسوف اليوناني أرستبس (ومن بعده أبيقور) إلى أن اللذة هي صوت الطبيعة، وأن الغريزة هي المحرك الأول لأفعال الإنسان مثله في ذلك كمثل الحيوان والطفل، وجعل معيار اللذة والألم لقياس الأفعال من خير وشر.
- مذهب المنفعة نظرية أخلاقية تربط بين صحة السلوك ونتائجه. تطورت هذه النظرية على يد الفلاسفة البريطانيين جيرمي بينثام ، وجيمس ميل، وجون ستيوارت ميل، في القرنين 18 و19م.
- المنفعة تقيس صواب العمل بمقدار ما يحققه من منفعة وسعادة بصرف النظر عن توافقه مع الأخلاق.
- المنفعة ترى أن كلَّ ما يُلزم به الدين، يمكن للقانون بقصاصه والرأي العام بجزاءاته أن يأتي به.
- يحول المجتمعات إلى غابة تتصارع فيها المنافع بلا ضابط أو رابط.
- مبادئ المدرسة المنفعية:
- المنفعة تقيس صواب العمل بمقدار ما يحققه من منفعة وسعادة بصرف النظر عن توافقه مع الأخلاق.
- المنفعة ترى أن كلَّ ما يُلزم به الدين، يمكن للقانون بقصاصه والرأي العام بجزاءاته أن يأتي به.
- يحول المجتمعات إلى غابة تتصارع فيها المنافع بلا ضابط أو رابط.
- يعتقد مؤيدو هذه المدرسة بأن الفعل يكون أخلاقيًا، إذا قاد إلى تحقيق نتائج حسنة. يتناقض هذا الاعتقاد مع المبادئ الإسلامية التي تقول بأن السلوك الأخلاقي يتبع مبادئ معينة حتى وإن أدى إلى نتائج غير مرضية.
- أراد مؤيدو المنفعة مبادئ أكثر مرونة تسمح للناس باتباع أي سلوك يؤدي إلى أفضل النتائج.
- يعتقد بينثام، بأن السرور والسعادة هما الأفضل بذاتهما، بينما الألم والشقاء هما قاعدة الشر. وأن السلوك الصحيح، هو الذي يؤدي لأكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس.
- يرى مؤيدون آخرون، أن هناك أشياء أخرى جميلة بجانب السرور، وهي المعرفة، والحب، والحرية.
- حاول بينثام إيجاد طريقة لقياس قيمة السلوك. وحاول تطبيق نظريته في السياسة، مطالبًا الحكومات بأن تعمل لرفاهية شعوبها.
- شملت مواقفه الحجج المؤيدة للفرد، و الحرية الاقتصادية، الفائدة، و الفصل بين الكنيسة والدولة، حرية التعبير، والمساواة في الحقوق للمرأة، الحق في الطلاق...
نظرية العدالة
في الكتاب الذي صدر عام 1971م يبين رولز بوضوح أن هدفه هو (تقديم تصور للعدالة يعمم ويرفع الفرد إلى أعلى مستوى)
الغرض من هذا التصور هو رسم الحد الفاصل بين الفردية المتولدة عن مبدأ الإرادة الذاتية الحرة والشمولية الجماعية المشطة، التي تموه وتقصي الحقوق الفردية الأساسية للإنسان الحديث.
في كتابه "نظرية في العدالة" يرى جون رولز أن العامل في حاجة إلى مكافأة عن العمل الذي يقوم به، ولكنه يرى أن يطبق ذلك فقط لمصلحة الطبقات الأكثر فقرا وأقل ميزة في المجتمع.
الثروة في المجتمع العادل يجب أن يعاد توزيعها من خلال النظم الاجتماعية وذلك لمصلحة الأكثر فقرا.
- تهدف هذه النظرية إلى بيان أن العدالة هي الفضيلة الأولى التي يجب أن تسعى إليها المجتمعات والمنظمات ولقد بنيت هذه المدرسة الاخلاقية ضد نظرية النفعية.
- وهي تُعنى بعدالة التوزيع، وعدالة التعويض، والعدالة التأديبية.
- السلوك الأخلاقي هو الذي يستند إلى معاملة الآخرين بحيادية وعدالة .
مداخل العدالة:
العدالة الإجرائية
- المجتمع الذي يحترم فيه كل فرد نفس مبادئ العدالة التي يعرف أن كل فرد آخر يحترمها بالقدر نفسه، كما أن المؤسسات الاجتماعية القائمة تحترم هذه المبادئ وتجسدها
- درجة وضوح صياغة سياسات وقواعد العمل واستقرار وحيادية تطبيقها.
العدالة التوزيعية
- الطريقة التي توزع بها المؤسسات الحقوق والواجبات الرئيسية وتحدد توزيع المنافع المستمدة من التعاون الاجتماعي
- درجة توزيع وتخصيص الموارد والمخرجات دون تمييز بسبب العمر أو الجنس أو القومية إذا تساوت الكفاءة والمهارات.
- العدالة التفاعلية
- الإجماع الذي يحصل في مثل هذه المجتمعات التي يختلف فيها الناس من حيث الانتماء والفكر هو إجماع ناتج عن التفاعل أي النقاش والحوار الذي يفضي إلى وفاق تتجاوز تضارب المواقف.
- مدى معاملة الآخرين بكرامة ونزاهة واحترام ومدى تقبل الاختلاف.
نظرية الصراع النفسي
أراد فرويد أن يظهر تأثير اضطرابات الجهاز النفسي للإنسان على السلوك الأخلاقي البشري.
الصراع النفسي في الأخلاق يشير إلى "موقف يكون لدى الفرد فيه دافع للتورط أو الدخول في نشاطين أو أكثر، لهما طبيعة متضادة تماما"
- تقوم هذه النظرية على تفسير ما قد يقع من صراع لدى متخذ القرار بين ما يجب أن يتخذه من قرارات لتحقيق أهداف المنظمة وبين الجانب الأخلاقي لديه والتي قد تخالفها.
الهو أو الذات الدنيا :
يقصد بها مجموعة الغرائز والنزعات والميول الفطرية لدي الفرد التي لا يتقبلها المجتمع بحالها وهي تنساق وراء اللذة وإشباع الشهوات دون أن تقيم وزناً للقيود الاجتماعية والقيم والمثل المتعارف عليها.
إذا أراد الشخص أن يحيا حياه اجتماعية متوافقة مع المجتمع فإما أن يكبت شهواته ، وإما أن يعبر عنها بالأسلوب المقبول اجتماعياً وأخلاقيا.
الذات الشعورية (الأنا) :
القسم الذي يشمل مجموعة الملكات الفطرية أو الفكرية المستمدة من رغبات النفس بعد تهذيبها بما يتفق ومقتضيات الحياة الاجتماعية والقيم الأخلاقية. ووظيفة "الأنا" عند فرويد هي محاولة التوفيق بين المتطلبات المثالية من جانب وبين النزعات الفطرية الغريزية التي تصعد من الذات الدنيا.
الذات المثالية أو الضمير (الأنا الأعلى) :
تمثل الجانب المثالي والمظهر الروحاني للنفس البشرية. فهي تضم المبادئ الأخلاقية والمثالية المستقاة من القيم الدينية والقواعد الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية.
وتعتبر "الأنا الأعلى" أو ما يعرف بالضمير القوة الرادعة للنزوات والشهوات. كما أنه يقوم بمراقبة "الأنا" في إدانتها لوظائفها وانتقاده أو تأنيبه إذا ما استجاب لنزوات الذات الدنيا. فهذه النفس هي النفس اللوامة.
المدرسة الفردية
اعتمد المدرسة الفردية على عدد من الفلسفات وهي :
- الفلسفة البراجماتية العملية : ويعتبر (ديوي) هو صاحب هذه الفلسفة وهي تؤكد بشكل عام على كل ما هو عملي ويهتم بالخبرات الواقعية
- الفلسفة الوجودية : تمنح الحرية والاختيار والتعلم والنمو الذاتي لدرجة اتهامها بالتسيب. وترى أن الإنسان يمتلك الإرادة الذاتية لاختيار الأخلاق تتفق مع أهوائه وأهدافه الخاصة دون أدنى تدخل من المجتمع.
- الفلسفة الرومانسية الطبيعية : وصاحبها (جاك جان رسو) وهي تتركز على أخلاق الفرد وأهوائه ونزعاته وميوله وحاجاته الفطرية. وترى أن الإنسان يولد خيراً صالحاً وأن التغير فيه يكون مرده إلى المجتمع والواقع به وتربيته.
- تظهر الأنماط الأخلاقية الفردية على نحو ملحوظ فيميل بعض الأفراد إلى أن يكون لهم ذواتهم الأخلاقية الخاصة.
- يميل بعض الأفراد لظروف خاصة بتنشئتهم إلى التحلل من الأخلاق ، فينحرفون عن المبادئ الأخلاقية التي ارتضتها الجماعة.
- لا شك أن قوة الأخلاق أو ضعفها في الأفراد يرتبط بقوة أو ضعف المصادر التي تشتق منها .
- السلوك الأخلاقي يستند إلى تحقيق المنفعة الشخصية الذاتية على المدى الطويل
- المصالح الشخصية أولاً ومن ثم مصالح الآخرين