لقد اهتم البشر منذ القدم بأخلاق القادة ، وكانت هناك دراسات عديدة ولكنها كانت ضعيفة الصلة بأخلاق القيادة ، وعموماً سيتم تعريف مفهوم الأخلاق ومناقشة المبادئ الأخلاقية الخمسة ( الاحترام – الخدمة – العدالة- الأمانة – مصلحة الجماعة )
النظريات الأخلاقية
النظريات الأخلاقية تهتم بأفعال القادة من جهة ، ومن هم القادة من جهة أخرى. يمكن النظر إلى النظريات الأخلاقية على أنها تنقسم إلى مجالين واسعين:
- نظريات حول سلوك القائد
- نظريات حول خصائص القائد
نظريات حول سلوك القائد
نظريات تركز على الأفعال (النظريات الغائية):
- الغائية : تعني غايات أو أغراضاً (مأخوذة من الكلمة الإغريقية telos).
- تحاول الاجابة عن الأسئلة حول الصواب والخطأ من خلال معرفة ما إذا كان سلوك الفرد سوف يؤدي الى نتائج مرغوبة.
- من وجهة نظر الغائية تتم من خلال النظر الى النتائج والمحصلات حيث أن نتائج افعال المرء تحدد ما إذا كان السلوك المحدد جيداً أو سيئاً.
نظريات ترتكز على مداخل اتخاذ القرار بالنسبة للسلوك الأخلاقي (الشكل):
- الأنا الأخلاقي : ينبغي أن يتصرف الفرد على نحو يحقق أكبر خير له. وهذا المدخل شائع بين الشركات. فمثلاً مدير يعمل بجد ويجعل قسمه الأفضل.
- النفعية (المدخل الغائي الثاني): ينبغي أن نتصرف على نحو يحقق أكبر نفع لأكبر عدد من الناس. مثلاً تخصص الحكومة الامريكية جزاً كبيراً من الميزانية الفيدرالية للصحة الوقائية بدلاً من تخصيصها لأمراض الكوارث.
- الإيثار : على النقيض من الأنا الأخلاقي، تكون الأفعال أخلاقية إذا كان غرضها الأساسي هو أن تظهر الاهتمام بمصالح الآخرين. مثال: أعمال الأم تيريزا التي وهبت حياتها لمساعدة الفقراء. أمثلة من بيئتنا ...
نظريات الواجبات الأدبية
- مأخوذة من الكلمة الإغريقية deon : تعني لا تركز على الأفعال ونتائجها.
- عتمد على ما إذا كان الفعل ذاته خيراً، فقول الحقيقة ، والوفاء بالوعد ، والإنصاف، واحترام الآخرين أمثلة على الأفعال الخيرة في ذاتها بصرف النظر عن نتائجها.
- مفهوم الواجب يرتكز على أفعال القائد والتزاماته الأخلاقية ومسؤولياته للقيام بالشيء الصحيح.
النظريات المستندة الى الفضيلة
- تركز على القادة كبشر، وعليه فإن الفضائل تعد متأصلة في قلب الفرد وفي ميوله، وهي ليست فطرية وانما مكتسبة.
- مثال: الجرأة، الوقار، الكرم، ضبط النفس، الأمانة، الاجتماعية، التواضع، عدم المحاباة، العدل.
مركزية الأخلاق بالنسبة للقيادة:
- تمثل الأخلاق موضوع مركزي بالنسبة للقيادة ، فالقادة يساعدون في إرساء وتعزيز القيم التنظيمية ، لكل قائد فلسفة ووجهة نظر معينة.
- الأخلاق مركزية بالنسبة للقيادة بسبب طبيعة عملية التأثير والحاجة إلى إشراك الأتباع في تحقيق الأهداف المشتركة ، و الأثر الذي يملكه القادة في تأسيس قيم المنظمة .
مفهوم هيفيتز للقيادة الأخلاقية
- تشتمل القيادة عند هيفيتز على استخدام السلطة لمساعدة الأتباع في التعامل مع القيم المتصارعة التي تظهر في تغيير بيئات العمل والثقافات الاجتماعية ، ويرى هيفيتز إن القادة يجب أن يستخدموا السلطة لحشد الناس لمواجهة القضايا الملحة ، فالقائد يوجد لأتباعه بيئة مستقرة تتوافر فيها الثقة والرعاية والتعاطف وبذلك يمكنهم الشعور بالأمان في مواجهة المشكلات الصعبة ، ويستخدم القادة السلطة لدفع الناس للاهتمام بالقضايا .
مفهوم بيرنز للقيادة الأخلاقية
- يشير هذا المفهوم إلى انه من الضروري للقادة أن يشاركوا الأتباع ويساعدوهم في صراعاتهم الشخصية فيما يتعلق بالقيم المتصارعة ، والعلاقة بين القائد والتابع.
- هذه العملية تساهم في رفع مستوى الأخلاق لدى كل من القائد والتابع .
مفهوم جرين ليف للقيادة الأخلاقية
- الطريقة التي يظهر بها فرد ما قائداً هي بأن يكون خادماً أولاً. فهو يركز على حاجات أتباعه ويساعدهم في أن يصبحوا أكثر معرفة وحرية واستقلالاً.
- إضافة إلى ذلك فالقائد الخادم لديه مسئولية اجتماعية بأن يهتم بالمعوزين ويتعرف عليهم كشركاء متساويين في حياة المنظمة وحين يوجد عدم المساواة يحاول القائد الخادم القضاء عليها .
مبادئ القيادة الأخلاقية
تمثل تلك المبادئ أساساً لتطوير القيادة الأخلاقية السليمة : كالاحترام ، والخدمة ، والعدالة ، و الأمانة ، والاجتماعية .
القادة الأخلاقيون يحترمون الآخرين :قال الفيلسوف الألماني كانط :
« إن من واجبنا أن نعامل الآخرين باحترام ، فالقادة الذين يحترمون الآخرين يسمحون لهم أن يصنعوا أنفسهم برغباتهم وطموحاتهم الإبداعية وهم يتعاملون مع الأشخاص من منطلق الإحساس بقيمتهم غير المشروطة واختلافاتهم الفردية القيمة .»