المقدمة:

• كل منظمة عامة سواء كانت ربحية أو غير ربحية بحاجة إلى ممارسة نشاطها بنجاح فهي تسعى جاهدة لتغطية تكاليف هذه النشاطات من شراء الأصول ثابتة والمواد الخام وتغطية نفقاتها بصفة عامة لذا تحاول توفير الموارد المالية الضرورية في الوقت المناسب لعملية تغطية النفقات. 

تعريف التخطيط المالي للدولة

  • يقصد بالتخطيط المالي هو تنظيم مجرى النقود فيها من حيث حصر مصادرها وتأمين تحصيلها وتحديد أوجه إنفاقها وذلك في إطار من الرقابة القانونية والإدارية.
  • يمكن تعريف التخطيط المالي على أنه "عملية تقدير رأس المال المطلوب وتحديد تكوينه. إنها عملية تأطير السياسات المالية فيما يتعلق بالمشتريات والاستثمار وإدارة أموال المؤسسة ".

مفهوم التخطيط المالي:

التخطيط هو طريقة منهجية لاتخاذ القرار بطريقة هادفة. عندما يتم تطبيق هذا النهج حصريًا للأمور المالية ، فإنه يطلق عليه التخطيط المالي. بمعنى آخر، فهو يتعلق بعملية تقدير المتطلبات المالية للمنظمة وتحديد نمط التمويل. ويشمل الأهداف والسياسات والإجراءات والبرامج للتعامل مع الأنشطة المالية. وبالتالي، فإن التخطيط المالي هو:

  • تقدير مقدار رأس المال الذي سيتم جمعه.
  • تحديد نمط التمويل أي تحديد شكل ونسبة رأس المال المراد توفيره.
  • صياغة السياسات والإجراءات المالية للنفقات.
  • تخصيص الأموال واستخدامها بشكل فعال.

أهمية الاستراتيجية المالية

 نقصد بالاستراتيجية المالية تلك الخطط المالية طويلة الأجل، ذات الأهمية الاقتصادية الكبرى والمحددة
مستقبلا. فالمؤسسة وحدة اقتصادية لا تتجزأ، والدولة بدورها جزء من  الاقتصاد العالمي، لذلك فإن الاستراتيجية المالية للمؤسسة لا يمكن أن ترسم إلا في نطاق الاستراتيجية الاقتصادية للعالم، خاصة بعد أن أصبح كل العالم اليوم تقريبا ذو توجه رأس مالي.
عمدت الدولة إلى تحديد استراتيجية عامة، تأخذها بعين الاعتبار عند اتخاذها لأي قرار، فالاستراتيجية العامة هي تلك الوسيلة المستخدمة بأكبر كفاءة في ظل التغيرات البيئية للوصول إلى الغايات والأهداف في شكل خطة موحدة، تربط جميع أجزاء المؤسسات، وتكون شاملة لجميع النشاطات.

دور التخطيط المالي حسب كوهين وروبينز :

• وفقا لكوهين وروبينز ، يجب على التخطيط المالي تحديد الموارد المالية المطلوبة لتلبية احتياجات المنظمة التشغيلية من خلال التوفير الداخلي للأموال ووضع أفضل الخطط للحصول على التمويل الخارجي وكذلك إنشاء نظام للرقابة المالية وصياغة البرامج لتقديم العلاقة الأكثر فعالية بين الإيرادات والتكلفة وتحليل النتائج المالية للعمليات المستقبلية للمنظمة.

أهداف التخطيط المالي

  • التأكد من وجود روافد مالية محددة والوقوف عليها عند القيام بتغطية النفقات. 
  • تحديد أوجه إيرادات ونفقات منظمات الدولة بشكل يتماشى مع تطلعات القيادة السياسية.
  • إحكام الرقابة على إيرادات ونفقات مؤسسات الدولة مثل النقد، والإقراض، الاقتراض... 
  • تحديد متطلبات رأس المال قصيرة الأجل وطويلة الأجل من الأصول الثابتة والنفقات التشغيلية.
  • تحديد هيكل رأس المال أي نسبة رأس المال المطلوبة ليشمل قرارات الدين ونسبة حقوق الملكية على المدى القصير والطويل.
  • استخدام الموارد المالية النادرة بأفضل طريقة ممكنة وبأقل تكلفة للحصول على أقصى عوائد على الاستثمار.

ركائز التخطيط المالي

  • دقة عملية التنبؤ: تتوقف كفاءة الخطة المالية على مدى دقة التنبؤات التي تعتمد علـى مصـادر عديـدة للمعلومـات وعلـى أسـاليب عديـدة للتنبـؤ مثـل النمـاذج الاقتصـادية والأسـاليب الإحصـائية الـتي تقـوم بتحليـل السلاسـل الزمنية.
  • الوصـول إلى أفضـل خطـة ماليـة ممكنـة: لا توجـد نظريـة تسـاعد على تحديـد أفضل خطة مالية ممكنة لذلك يجب أن مواجـهة كافـة الظـروف المتوقعـة وتحدد في ضوئها أفضل البدائل الممكنة
  • مراجعة ومتابعة الخطة المالية: لابد من الاهتمام بعملية متابعة التنبؤات التي يتم بنـاء الخطـة الماليـة في ضـوئها خاصـة في حالـة حـدوث بعـض الظـروف غـير المتوقعـة وعمليـة تقيـيم الأداء لـن تصـبح ذات فائـدة تـذكر إلا إذا أخـذنا الظـروف المحيطة بعين الاعتبار.

التخطيط المالي الإستراتيجي 

  • في العادة تضع القيادة السياسية رؤيتها للنهوض بالدولة ، ولتحقيق هذه الرؤية يلزمها وضع خطط لتحقق الأهداف المشمولة ضمن تلك الرؤية وهذا هو التفكير الإستراتيجي.
  • التخطيط المالي الإستراتيجي يتسم بطول الأمد وهو في العادة يتكون من أنواع مختلفة من الخطط من حيث مداها الزمني ، فهناك الخطط السنوية وهناك الخطط الخماسية وغيرها.
  • إن مفهوم التخطيط المالي لا يختلف كثيراً بين الدول والشركات أو المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، ربما يكون الإختلاف الجوهري هو في مدى إلتزام تلك المنظمات بالتخطيط المالي.

السيولة في التخطيط المالي

  • يجب أن يكون هناك سيولة كافية في الخطط المالية لأن العديد من المنظمات قد فشلت بسبب الإعسار والسيولة تعني توفر النقد عند الاقتضاء، لتسديد المدفوعات في التواريخ التي تستحق. سيضمن ذلك الجدارة الائتمانية وحسن النية وتوفر الأموال بشروط معقولة جدًا. 
  • يعمل التخطيط المالي كممتص للصدمات في حالة انحراف العمليات التجارية عن المسار الطبيعي ويعطيها درجة معينة من المرونة تساعد في تجنب الإحراج للإدارة وفقدان السمعة عند الجمهور كما يكون التنبؤ الصحيح للمدفوعات المستقبلية مفيدًا في تخطيط السيولة.
     

الربحية في التخطيط المالي: 

  • يجب أن تحافظ الخطة المالية على النسبة المطلوبة بين التزامات التكلفة الثابتة والمطلوبات بطريقة لا تتأثر الربحية أو المنظمة سلبًا. إن العامل الأكثر أهمية في التخطيط المالي هو توقع البيع ، فالمبيعات تمثل دائمًا المصدر الأساسي للدخل والإيصالات النقدية. إلى جانب ذلك ، يتم توجيه عمليات الأعمال التجارية إلى الحجم المتوقع للمبيعات.
  • يجب أن تضمن أن تكلفة جمع الأموال هي الحد الأدنى من خلال وجود توازن مناسب بين الديون وحقوق الملكية في هيكل رأس المال. تكلفة رأس المال عنصر مهم في صياغة الخطة المالية. قد يؤدي العبئ المفرط للرسوم الثابتة على أرباحها إلى تضخم تكلفة رأس المال ولا ينبغي تجاوز قدرة الدين الخاصة بالخطة.

التفضيل والتوقيت في التخطيط المالي:  

  • يفضل بعض الجريئين والمغامرين أسهم رأس المال والبعض يتوخون الحذر فيذهبون إلى السندات يجب أن تأخذ الخطة المالية في الاعتبار مزاج أو تفضيل المستثمرين ، أي يجب صياغة الخطة المالية وفقًا لتفضيلات المستثمرين. 
  • التخطيط المالي السليم ينطوي على توقيت فعال في حيازة الأموال ومفتاح التوقيت الفعال هو التنبؤ الصحيح ويعتمد هذا على فهم الإدارة لكيفية تصرف دورات الأعمال خلال المراحل المختلفة للعمليات التجارية.

 التخطيط المالي والطوارئ المالية

  • يجب على التخطيط المالي توفير مخصصات كافية من الأموال لمواجهة الحالات الطارئة المحتمل ظهورها في المستقبل. هذا المبدأ لا يعني أن مبلغًا كبيرًا من الأموال يجب أن يظل خاملاً كاحتياطي للطوارئ غير المتوقعة. 
  • يعني ببساطة أنه أثناء صياغة الخطط المالية ، يجب على المخططين الماليين وضع توقعات مناسبة للطوارئ التي من المحتمل أن تنشأ في المستقبل ووضع مخصصات كافية للأموال لمواجهة الطوارئ المستقبلية.

مراحل التخطيط المالي

أولاً: تحديد الأهداف الرئيسية والفرعية

  • يتمثل الهدف الرئيسي لعملية التخطيط في الإستخدام الأمثل للموارد المالية والحفاظ عليها بحيث ينعكس ذلك على كفاءة أدوات الإنتاج والموارد المتاحة لدى الدولة.
  • ينبثق من الهدف الرئيسي السابق ذكره أهداف أخرى فرعية مثل تمويل المشروعات ذات الأولوية والتي لها مردود سريع وكبير وتنعكس في نفس الوقت على رفاهية المواطن وراحته.

ثانياً: تحديد السياسات المالية

  • تعتبر السياسات المالية بمثابة الدليل والمرشد الذي يعتمد عليه المخطط المالي في تحقيق أهداف عملية التخطيط.
  • عند وضع هذه السياسات يجب أن تراعي مصلحة الدولة وأن تكون متناغمة مع باقي السياسات في أجهزة الدولة الأخرى.
  • من أمثلة هذه السياسات : سياسة سعر الصرف ، سياسة معدلات الفائدة ، سياسة معدلات التضخم...إلخ.

ثالثاً: إعداد الموازنات التخطيطية

  • في هذه المرحلة تتحول الخطط المادية إلى خطط مالية جزئية تتكامل مع بعضها البعض لتشكل في النهائية الخطة الشاملة والنهائية.
  • تعتبر الموازنات التخطيطية بمثابة تحويل الخطط التشغيلية إلى أرقام بحيث تضمن تمويل هذه الخطط حتى تحقق الأهداف المرجوة منها.
  • لابد من مراعاة الدقة عند إعداد الموازنات التخطيطية لأن الإهمال قد يكلف الدولة مبالغ طائلة عند محاولة علاج أثر ذلك الإهمال.

رابعاً: مرحلة وضع الإجراءات والقواعد

  • بعد الإنتهاء من وضع الموازنات التخطيطية يتم وضع إجراءات وقواعد التعامل مع هذه الموازنات كقواعد الصرف وخلافه.
  • القواعد والإجراءات المالية يحكمها القانون وتوضع في إطاره ولا ينبغي أن تتعارض معه أو تخالفة وإلا تكون باطلة.
  • الإجراءات والقواعد تنقل الموازنات التخطيطية من كونها آداة تخطيط إلى نظام مالي ينظم عملية الصرف وخلافه.

خامساً: مرحلة الإعداد لما قبل التنفيذ

  • هذه المرحلة يتم فيها مراجعة الخطط المالية والتأكد من صحتها من الناحية الحسابية وكذلك التأكد من أحقيتها كآداة لتحقيق أهداف معينة تؤدي في نهاية الأمر إلى تحقيق الرؤية.
  • تسبق هذه المرحلة مرحلة التنفيذ حيث يبدأ التعامل الفعلي مع الموازنة وتطبيق الإجراءات التي أشرنا إليها من قبل وبهذا تكون الموازنة بمثابة همزة الوصل بين الحاضر والمستقبل.

المعلومات التي يوفرها التخطيط المالي

  1. نمط تدفق المقبوضات النقدية
  2. ﺳﺮﻋﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟﻤﺪﻳﺔ 
  3. ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ السيولة.
  4. ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ وﺗﻮﻗﻴﺖ اﻟﻤﺸﺘﺮﻳﺎت.
  5.  ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ودراﺳﺔ السيولة.
  6. معرفة اﻟﻤسؤول اﻟﻤﺎﻟﻲ لحجم وﺗﻮﻗﻴﺖ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ.
  7. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺠﻢ اﻟﻔﺎﺋﺾ وﺗﻮﻗﻴﺘﻪ 
  8. ﺟﺪوﻟﺔ ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻟﻘﺮوض اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻮاﺋﺾ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ.
  9. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻹﻳﺮادات واﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ    

معادلة التخطيط المالي

  • المكونات رئيسية في عملية التخطيط المالي:
  • الموارد الحالية CR 
  • النفقات الحالية CE
  • النفقات المحتملة  EE 
  • خيارات الاستثمار IO  
  • الأهداف المالية  FG

FG = ( CR + IO) – (CE + EE)

التخطيط المالي في قطر

  • تعتبر وزارة المالية هي الجهة المنوط بها عملية التخطيط المالي في دولة قطر، والوزارة تنسق مع باقي أجهزة الدولة ولا تعمل بمفردها في هذا الإطار حتى يكون العمل مكتمل.
  • وزارة المالية هي التي ترسل التعميمات اللازمة للجهات الحكومية لكي يتم اعداد موازناتهم كما تتم فيها أيضاً مناقشة هذه الموازنات وإعتمادها. 
  • إن التخطيط المالي لدولة قطر تم وضعه ليساعد على تحقيق رؤية الدولة للعام 2030م، لذا نجد أن كل البرامج والأدوات المالية تخدم هذه الرؤية ولا تنحرف بعيداً عن تحقيقها. 
  • التخطيط المالي هو الذي يجعل الأهداف قابلة للتحقيق ويعمل على تحويلها من مجرد أمنيات إلى واقع عملى يراه الجمهور يتحقق شيئاً فشيئاً إلى أن تتحقق الرؤية كاملة في نهاية المطاف.

الإطار القانوني للتخطيط المالي

  • يعتبر القانون رقم (2) لسنة 2015م بإصدار النظام المالي للدولة هو الإطار القانوني المنظم لعملية التخطيط في دولة قطر.
  • يتناول القانون مجموعة من الأدوات التي تتم من خلالها عملية التخطيط مثل كيفية إعداد الموازنة وكيفية تنفيذها والرقابة عليها. 
  • تترجم اللائحة التنفيذية القانون المشار إليه وتنقله من كونه مواد عامة إلى آلية يتم بها تنفيذه وتحقيق الأهداف المرجوة منه.

الدروس ذات الصلة